( فراق الحبيب ) ليس كل انسان تصل درجة الحب بينك وبينه الى مراتبها العليا دون أن يكون له نصيبه الأوفر بل حصة الأسد في القلب الذي أسكنته فيه ويتمدد ودّهُ حتى يتغلغل الى مكامن السرّ فيه ويفترش أرض القلب ويملؤه بعطر المقام الآمن والسلام المأمون ! وهو المؤتمن على ما يراه من إشراق في أركان فؤادك ! وهو الأمين على كنوز الود المتراصة بين طبقات ودادك ! لهذا فالحبيب وحده هو من تختار ليبدد عنك صفة الحزن والانبهار بل والاندثار ! ويجعل القلب دوماً (عمَار ) فيا ويل قلبك اذا فارقك ذاك الحبيب ولو لبرهة فكيف اذا غاب عن عينيك طلعته وغاب عن بصرك شمعته وانزوى عن فؤادك ضحكته وتوارى عن قلبك ضمته ! هنا تحزن أغصان القلب وأزهاره ويحرد قمر الود وتنطفئ أنواره ! فلا حرم الله الأحبة من نسائم ودهم وغمائم ودادهم ما دام في القلب نبضٌ نديّ وفي الروح مسكٌ شهيّ! الأديب وصـــــفي المشـــــــــــهراوي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق