سيد العاشقين

الأربعاء، 20 يناير 2016

قصيدة : " ريـاح النّوى " بقلم / بِمِـــدَادِ : محمّـــد الخــــذري



قصيدة : " ريـاح النّوى "
هُنَـالِكَ خَلْفَ ضَبابِ الكَلِمَاتِ تَقْبَعُ
و للأمَانِي نَوَافِذُ تُطِلُّ على شُرْفَةِ الرُّوح
تَتَعَرَّى كُلُّ مُفْرَدَاتِكَ
وتَحْتَضِنُ سَخِينَ عَبَرَاتِكَ
فِي لَظَى الظُّنُونِ تَتَفَجّـعُ
كَالبُلْبُلِ الحَيْرَانِ بالشَّجَا تَصْدَحُ
صَدَى أوْهَامِكَ تُـرَجِّعُ
و لاَ مِنْ سَامِعٍ لِشَدْوِكَ يَطْرَبُ
و لاَ لِشَجِيِّ صَوْتِكَ يَمْــدَحُ
تَقْتَفِي آثَـارَ أحْلاَمِكَ
وَرَاءَ سَرَابٍ خُلَّبٍ تَلْهَثُ
و أبَدًا لاَ تهْجَــعُ..
يَـا أيُّهَـا الشَّـارِدُ في بَيْدَاءِ الغَرَامِ
تَلْفَحُكَ رِيَــاحُ النَّوَى
تُلْقِي بِكَ في غَيَابَاتِ الأوْهَــامِ
يُــرَاوِدُكَ الحَنِيــــنُ
فَلِمَ تَجْثُمُ عَلَى صَدْرِ القَصِيـدِ كالكابُوس ؟
و لِمَ تَخْنُقُ الحُلْمَ الجَمِيلَ وهْوَ جَنِيـــنُ ؟
عَيْنَـــاكَ مَيِّهَتَــــانِ
تُبْحِــرَانِ صَوْبَ الرَّدَى
ضِدَّ تَيَّارِ النَّدَى تَجْدِفَـــانِ
ثُمَّ تَغُوصَـانِ فِي بَحْرِ الجَــوَى..
تَوَجُّسَـكَ أ لاَ فَاخْلَعْ 
مَا بَيْنَ مَفَـاصِلِ السَّنَــاء
بَوْحَـكَ سَنَــابِلَ فازْرَعْ
امْنَحْ رُوحَكَ وَهِيجَ الصَّهْبَاء
مُعَتَّقَةً مِنْ سِنِيِّ العِشْقِ الخُرَافِيِّ
و انْفُضْ عَنْ حَرْفِكَ غُبَارَ الكِبْرِيــــاء..
مِنْ نَبْضِكَ النَّازِفِ
فَاغْزِلْ هَمْسَكَ قَصِيدًا
عَبَــاءَةً للوَطَــن
تُدَثِّرُهُ مِنْ صَقِيعِ المِحَــن
فالقَصيدُ مَعْبَدُ الرُّوحِ
و الأمَلُ لَحْنٌ جَنينُ الوَتَـر
في الأفْئِدَةِ يَهْمِي كَالمَطَـر
يُزِيلُ جَدْبَ الكَـدَر
يُنْبِتُ عِشْقَ الوَطَـن
يُصَارِعُ خُطُــوبَ الزّمَـن
فَإلاَمَ يَطُولُ بِكَ الصُّدُودُ ؟
مِنْ ذُلّ القُيُودِ تَحَرَّرْ 
و مِنْ أشْجَـانِكَ تَطَهَّـرْ
دَرْبًا إلَى مَلَكُوتِ الحَرْفِ فاعْبُـرْ..

بِمِـــدَادِ : محمّـــد الخــــذري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق