بكائيةُ الشام
أنا سوريا
*******
( ١ )
أتي الشتاء
فمن يدثر مُرَوَّعا
فالريحُ تعدو في الدروبِ
أقضَّ صراخُها مضجعا
فلا تسلني عن النوافذِ
فالبيتُ صار مصدَّعا
ولا تقل أشعلوا النيران
فالنيرانُ فيها مشعله
ملقاةٌ أنا كذبيحةٍ
وعيونُ حولي مُسْبله
والليلُ بأكوام الثلوجِ
يكفن أعضائي مُشيّعا
**** ( ٢ ) ****
أين الصغار
وأصداءُ ضحكاتهم
في الحقولِ وفي باحات الديار
أين الديار
أين لهوهم بخيوط الشمس
مرحا في ساعات النهار
أين النهار
مدفونُ في عيني ثكلي
تفتشُ عن الصغار
فيبكي وجه بردي
فتسألُ الاشجار
وقد سقط الإزار
وسقط التاريخُ والحماةُ
والفروسياتُ وزيفُ الوقار
ومات الضمير تحت خيام الجوع
والتشريد ووصمات العار
وعيون من خلف الصمت
تمصمصُ العيونُ جفنيها
والمارقات من فوقي
لاقت في سمائي مرتعا
**** ( ٣ ) ****
تنفلق عينُ الارضِ بكاءاً
وينعصر حزناً طريقُ النازحين
وحر بكاء الرياحين
علي شباكٍ حواها سنين
علي شادي جديدٍ لم يركض نحو التل
بل جاءته الي المنزلِ
رصاصات المتآمرين
وبات الزيفُ العالمي
علي أرصفةِ الموتِ يٌدين
يقبل أقدام الطامعين
وجماعات الخائنين
ووكالات الغوث لم تحرك ساكناً
ولم تظهرُ لنا توجّعا
****( ٤ ) ****
أنا سوريا
أُحدقُ في جروحي
وتحدقُ جروحي فيّا
أصيحُ وا معتصماه
تؤكلُ أعواد ماضيّا
مصلوبةُ أنا علي ساحلي
تكالبوا
وكأنه حِصاراً طَرواديا
زريعتهم ارهاب هم صانعوه
تسرب في حواشيا
فالقهرُ من سنين يمضغُ عظاميا
والقمع من قبلُ كان مُضيّعا
**** (٥ ) ****
في البدءِ قالوا ثوره
واشتعلتِ الدروبُ نيرانا
فإرهابُ ينفثُ شره
وحان الخلاص منه الأنَ
فأحرقوا الحقولَ
وادَّعوا كي تثمر
وحطموا زوارقي
وادعوا كي أبحُر
وقتلوا الصغار
علي أعتاب تدمر
ودكّوا الجسورا
وقالوا لي أعبُر
وهدموا بيتي
وطبعا كي يكون لي عنوانا
لم يبق غيرُ اللغةِ
لتصبح في خبر كانا
إن الأوجاعَ اكبرٌ من الكلام
والجرحُ غائرُ غائرُ
اكبرُ مما كان متوقّعا
**** (٦ ) ****
من سنينٍ وأوطاننُا
غرفُ إنعاشٍ قديمه
مصابةُ بجلطاتٍ في تلك الدماغ العقيمه
فاللعنةُ علي الطغاةِ
والسماسرةِ العُتاةِ
وكل المرجعياتِ الأثيمه
أنا مدينةُ كل الجروح
وأختُ العراق المذبوح
وكل الأجسام السقيمه
ناحت المآذنُ غضباً
وانحت علي الخرائب
وارتعشت الكنائسُ أسفاً
وصليا صلاة الغائب
علي من ماتَ
ومن سكن الشتاتَ
ومن باتَ مُروّعا
**************
قصيده للشاعر عصام دياب ( السلطان بيبرس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق