سيد العاشقين

السبت، 15 أكتوبر 2016

بدا وجعي قصيدة (نظمتها بمناسبة سفر فلذات الأكباد) بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص



بدا وجعي 
قصيدة 
(نظمتها بمناسبة سفر فلذات الأكباد)
بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص

بدا وجعي فأبكاني طويـــــــــــلا *** وفاض الدَّمعُ من عيني مَهيـــــــــلا
فقلتُ كفاكَ يا دمعي هُطُـــــــــولا *** فإنَّ الجَفْنَ قد مَلّ الهُطُـــــــــــــــولا
فهل يُجدِي البُكاءُ على فِـــــــرَاقٍ *** لقد ألفيتهُ فغدا بديــــــــــــــــــــــــلا
بكيتُ من الفراقِ وكنت أخشــى *** بأن أحيا به أمَدا طويـــــــــــــــــــلا
فينذرني اللقاءُ بلا ارتيـــــــــابٍ *** فِراقا لا يغادرُ أو يَحــــــــــــــــــولا 
فما كان النَّوى يوما رحيمـــــا *** بِقلبٍ ضَاقَ قد مَلَّ الرَّحيـــــــــــــــلا
فكم أعياكَ يا قلبي اغتـــــــــرَابٌ *** وتشكو بالأسى عَرْضَا وطـــــــولا 
فكمْ أضناكَ يا قلبــــــــــي وَدَاعٌ *** وكم أعياك في عيني الدليــــــــــــلا
قضيتُ العمرَ في وهنٍ سنينـــــا *** فصرتُ بحسرتي صبَّا عليـــــــــــلا
ودَاعُكَ يا ضنينَ الرُّوح يبقـــــى *** بنفسي لا يغادر أو يــــــــــــــزولا
وَداعُكَ حين يخنقُني بُكَـــــــــــــاءٌ *** سيحملني الحنينُ له رســـــــــــــولا 
وحَشرَجَةُ الدُّموعُ بِجفنِ حُــــــرٍّ *** لقد أعيتْ مرارتُها العُقُـــــــــــــــولا 
وأثخنتَ الجِرَاحَ بقلب صـــــبٍّ *** عذابا قد حييتُ بها ثقيــــــــــــــــــلا
أتُبكيني؟ بدمعٍ كيف أبــــــــــدو؟ *** أمامَ الحاضرين فتى خَجُــــــــــولا
فأخفيتُ الدُّموعَ وجُرْحَ قلبــــــي *** فتاهتْ عَبرَتي لهمُ وُصُــــــــــــولا
فجرحي لا يفارقني أليــــــــــــمٌ *** ونزْفي لا يُهادنني مَهِـيـــــــــــــــلا
أتعلمَ أنني ما هُنتُ يومــــــــــــا *** وأنِّي ما عرَفتُ المُستحيـــــــــــــلا
وقد أقصَى اللقاءَ مُرورُ وقــــتٍ *** وقد باتَ الفِراقُ به كفيــــــــــــــلا
وقد هزَّ الفِراقُ المرُّ جسمــــــــي *** بأسقامٍ الهوى أمسى نحـيـــــــــــلا
وقد رَحلَ الأحبةُ لم يُراعــــــــوا *** فؤادا بالهوى أمسى قتيــــــــــــــلا
فؤادي أمسى بالآلامِ يشكــــــــــو *** هموما قد بَدَتْ عبئا ثقيــــــــــــــلا 
إلى من أشتكي وهمومُ نفســـــي *** تناجي من فداحتها الأصيـــــــــــلا
يَحارُ الشَّوقُ في قلبي لأنــِّــــــي *** أحَاذِرُ أنْ أكونَ به جَهُـــــــــــــولا
أرى بعدا تغلغلَ في ضُلوعــــي *** فما عرف الهوانَ ولا الذُّبــــــــولا
وشوقي في الوريدِ له حُضُـــــورٌ *** ونبضُ القلبِ قد يأبى الرَّحيــــــلا
كطعمِ المرِّ أجرَعُهُ مِــــــــــرارا *** وإني من تجرُّعِهِ ذَهُـــــــــــــــولا
فؤادي في الحنين يذوبُ شوقـــا *** يُحاولُ ما استطاعَ له وُصُــــــــولا
فحالتْ بين أشواقي وبينـــــــــي *** أمورٌ قد ضللتُ بها السَّبيـــــــــــلا
فحَاذِرْ أنْ تُلومَ الشوقَ يَوْمَـــــــا *** وحاذر أن تكونَ به جهــــــــــــولا
أيَمِّمُ قِبْلَةَ الأحْرَارِ وجْهَـــــــــــــا *** ولم أرضى عن الأغلى بديـــــــــلا 
وما أخشَ من الدُّنيا لئيمــــــــــا *** ولا نَذْلا أخافُ ولا عَـــــــــــــذُولا
وعِرْضي لا يُهَانُ وفيَّ نبـــضٌ *** ولم أغدر حبيبا أو خليــــــــــــــلا
ومثلي في الكرامِ له حُضُـــــورٌ *** يعيشُ العمرَ ليس له مثيـــــــــــلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق