سيد العاشقين

السبت، 12 مارس 2016

انحِنَاءٌ .. بقلم الشاعرة / سلوى متولي


نثر فني بعنوان ( انحِنَاءٌ ..) بقلم الشاعرة / سلوى متولي
باحثة دكتوراه ، لغة عربية ( أدب ونقد )
كلية الآداب، جامعة القاهرة

من أدراكِ بأنَّ الجُرحَ المتألم ينبوعٌ دافيءٌ للحب.. قد كنتُ وحيدا يا أُمِّي لا أعرف في الدنيا شيء ، سوى أنك أنت العالم ، وأنك حلم.. وأنني لا أعرف سوى الصَّمت ، لقد كان العالم وكأنه يسري في العروق..انفعالاتُ الكون بلونٍ واحد.. وهمساتُه تحمل ذاتَ المعنى، وكلماتُه مجردُ لفظ، أنفاسُه الألم ونبضاتُه آهاتٌ تتوجع.. وخلف غابات الجنون زهور تترقرق من أوراقها دموع الألم، تتسرب في عمق النَّهر الضَّارب في السكون ..جنون ذلك السحر المترامي الأطراف، أتلمَّس فيه أجنحة النور..وأقفُز خلف جدار الوهم..لقد سكنت حنايا الروح، والتأمت جراح الصمت..كي تتفتحَ ، كي تنزفَ أكثر..
......................................
لقد هبَّت منذ عصور رياحُ العشوائية ، والمَلل، وأشعلَت في كل جوانب الجسد نيران انحناء....
لقد أدركتُ بعد فناء العمربأنك استقامةٌ.. تعلمت على يديك كيفية الوقوف، واحترفت الطيران..إنني بشرية بصفات البشر، وإنسانٌ بكل القوة الروحانية..أمشي على الأرض، وأطيرُ في السماء.. أسبحُ في الصمت، وأذوبُ في الجو.. إنني كائن يحمل صفات الكونية.. ويفقد الوجود...إنني على علاقة وطيدة بالزمن، والزمن على علاقة وطيدة بك .. فهو طويل عني، وشوكي مؤلم حين غيابك، وهو السريع الجنون، الرقيق الحاني حين وجودك، إنه ينفعل إذا انفعلتِ ، ويُجَنُّ إذا تركتيه لحظة....لقد أثَّرتِ في الزمن، وأثرتِ في العالم، وإنني لستُ الزمن، ولستُ العالم، لأنهما مجرد أجزاءٍ من وجودك فيَّ...
....................................
فقط أبحث عن وجود مصطلح روحاني، وأنا لا أملك سوى الألفاظ...وأما الألفاظ فهى قاصرة المعنى، فأنت لستِ بعالم؛ لأن العالم جزءٌ منك، ولستِ بأم ؛ فالأمومة ما هى إلا جزء من روحانية الرحمة، ومفرد من مفردات الحب عندك، إنك ماذا؟!... ذات !!
إن ذاتي لا تسمو إلى وجودك فمكانك فوق رءوس البشر ، وبعدالأفق بكثير...
أيها العالمُ الذي أزهرت من عبيره حياتي، وأدركتُ به فنَّ الوجود.. تعلمت على يديك معنى الأشياء، وكيف يكون الجمال عظيمًا، لقد رأيتُ النُّورَ... وما زلت أراه وأحسُّه ، وأسمعه...أيتها الطفلةُ الحانيةُ، والبسمةُ الرقيقةُ، والزهرةُ النور...إنني لا أملك حياتي فأهديك الحياة، ولا أملك الحب لأهديك الحُبَّ....فاسمحي للشيء المُجَردِ ، أن يتَجَرَّدَ، وبين يديك يقدم ....انحناء.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق