سيد العاشقين

الثلاثاء، 15 مارس 2016

..حكايه من زمن الحب...........سطرها رشدى البشير







.....حكايه من زمن الحب...........سطرها رشدى البشير........
سافر الى فرنسا فى منحه دراسيه بعد تفوقه الشديد بكلية الطب...بعد صلاة الفجر حمل حقائبه واتجه من بيته على الكورنيش الى ميناء الاسكندريه...الباخره تقل آلاف والمودعين عدة آلاف لكنه كان وحده لا احد فى وداعه...تلفت يمينا ويسارا مذعورا...شعر بوحده كبيره مؤلمه رغم انه مازال فى بلده وموطنه...لكنها عاجلته وظهرت امامه بابتسامتها الجميله المغرده وهى تربت على كتفه.
_ اتيتى خصيصا من القاهره؟.
_ وهل املك فى حياتى من هو اهم منك...فانت وحدك الحياه كلها.
شعر ان الدنيا كلها فى وداعه وهى تقف بجانبه على باب المركب وهى تطلق صفاراتها مؤذنه بالرحيل.
كان ذلك منذ ست سنوات مضت فهل سيجدها بانتظاره بعد هذا الزمن الطويل الذى مر بالمه وفزعه وكوارثه؟..الم تتزوج حتى الآن هى؟..حتى لو تزوجت فمعها عزرها.
ما ان وطئت قدماه فرنسا حتى دارت الحرب العالميه الثانيه عجلاتها القاتله لكل شيئ وكأنه كانت تنتظر مقدمه حتى تدير الحرب اللعينه رحاها..اهو وقودها؟...ام جاء ليرى عن قرب من سيفوز بالحرب؟...المحور ام الحلفاء؟...هتلر ام روزفلت وديجول وغيرهم؟....ترك الجامعه بعد ان تهدمت...لم يجد وسيله تعيده للاسكندريه ويكتفى بما تعلم فى الجامعات المصريه... ولم يكن هناك بريد بعد ان اوقفت الحرب كل الوسائل الممكنه للتواصل فى ذلك الزمن البعيد...لم يكن يتصور ان نهايته ستكون فى بلاد الفرنجه...انخرط فى علاج المرضى والمصابين وايقن ان مصيره معلق برصاصة جندى المانى او صاروخ ضال من طائره عليها الصليب المعقوف.
بعد ان توقفت الحرب رفض دخول الجامعه من جديد واقسم انه لبلده سيعود حتى لو ترك المهنه التى افنى فيها نصف عمره او يزيد...على المركب العائده ركاب من جنسيات مختلفه جمعتهم الرهبه والزعر من الحرب الملعونه...الكل يهرب غير مصدق ان الحرب توقفت وان هتلر لقى هزيمه كبيره...غموض هتلر اوحى لهم انه اختفى وانه سيعود بسلاحه الفتاك ليحصد كل الارواح.
هبط اشرف من المركب وهو لايتوقع بالطبع ان تكون وفاء بانتظاره...فكيف تنتظر من كان فى عداد الموتى؟...وكيف تصبر هى او اهلها على البقاء دون زواج حتى الآن...لكنه وجدها بين المحتشدين ترتدى نظاره سوداء قاتمه تقيها من حر يوليو الكبير وتمسك بيدها عصا...رفعتها عاليا وهى تلوح وتنادى.
_ اشرف....اشرف...اشرف.
تقاطر الناس من حولها وهم يستقبلون زويهم...سقطت وفاء على الارض...اشرف حدد فى خياله مكانها وانطلق يعدو ناحيتها...بصعوبه شديده وصل اليها قبل ان تدوسها الاقدام الزاحفه...فرد زراعيه حولها صانعا حلقه تقيها من هجوم البشر...امسك بكتفيها ليوقفها...سقطت النظاره السوداء فوجد عيونها الزرقاء قد اختفت من مكانها...هل يمكن للبحار ان ترحل من مجراها...هزها مرات.
_ وفاء...وفاء...ماذا حدث؟.
اجابته دموع من قاع عينيها التى جف نبعها...لم يكتفى بدموعها...صمم ان يسمعها بلسانها.
_ كل فتره كنت أأتى الى المينا انتظرك...اشم رائحتك...انظر الى اديم الارض واقول...هنا كان اشرف يسير...هنا مكان خطواته...لخطواتك بصمات على الاسفلت لم يمحوها احد من عيونى...كان بالمينا عتاد يخص الحلفاء...المخابرات الالمانيه علمت بالامر...انطلقت الطائرات تدك المينا...اصابتنى بعض الشظايا وكانت النتيجه ان فقدت بصرى...لكن كل شيئ يهون من اجلك انت يا اشرف...المهم انى سمعت صوتك...المهم انى لمست جسدك...لااريد من دنيتى شيئ بعد الآن الا ان احضر فرحك على من تريدها لانى لم اعد اصلح.
صرخ فى وجهها بشده.
_ لاتقولى هذا ابدا...حياتى ارتبطت بكى للابد...معى على المركب صديق من القاهره اخذ شهاده فى زرع القرنيه...سنذهب للتو اليه...يزرع لكى واحده من عيونى...كى يسكن اعز جزء من جسدى داخل جسدك يا نور عيونى...واا لم تنجح العمليه سافقأ عينى الثانيه ونبقى نرى بعضنا...بقلبينا.
لم تصدق وفاء ما تسمعه من اشرف...عانقته بشده وهى تغرقه بدموعها...كان يصرخان سويا وكأن مسا قد اصابهم...بعض الناس تنظر اليهم باشفاق وكأنهم مجانين فعلا...والبعض ينظر اليهم بابتسامه واسعه على انهم حبيبين التقيا بعد عناء طويل ومشقه بالغه.
نجحت العمليه الاولى من نوعها بالشرق الاوسط وكانت حديث الدنيا....كلهاااااااا....................... رشدى البشير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق