سيد العاشقين

السبت، 16 أبريل 2016

قصيدة (مُلِئتْ ظُلْماً وجَورا) ***للمهندس المبدع خليل الدوله

قصيدة (مُلِئتْ ظُلْماً وجَورا) من مجزوء الرّمل
ما بَقاءٌ في حياةٍ ----- مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْرا
بَلَغَ الظّلْمُ مَداهُ ------مِثْلَ إنسانٍ تَعَرّى
وَتسُوناميْهِ أَوْدَتْ ------ بالدُّنا بَرّاً وَبَحْرا
لَيسَ للعَدْلِ مَسَاغٌ ----فَهْوَ شَهْدٌ صارَ مُرّا
وَمُنـاديْـهِ غـريـبٌ ------كالّذي يَقْبِضُ جَمْرا
أيُّ هَمٍّ في فؤادٍ -----أيُّ جرحٍ لَيسَ يَبْرا
بَيْنَ صَرخاتِ يتامى ---- وثكالى مُتْنَ قَهْرا
وَقِـتـالٍ بَيْنَ أحْـزا ------ بٍ مَداهُ لَيسَ يُدْرى
كُلُّ حزبٍ لِهواهُ -------يَقْتُلُ الآخَرَ صَبْرا
وَيَقولُ الحَقُّ عِندي ----وَسِوانـا قالَ هُجْرا
صارَ مَأْلوفاً لَدَيْنا ------مَنْ قَضَى ذَبْحاً وَنَحْرا
كَطُلُوعِ النَّجمِ لَيلاً ---- وَزَوالِ الشَّمسِ ظُهْرا
صارَ مَأْلوفاً لَئيمٌ -----باخْتلاسِ المالِ أَثْرى
صارَ مَأْلوفاً لَدَينا ----- مَنْ قَضَى جوعاً وَفَقْرا
صارَ مَأْلوفاً لُصوصٌ ----يَسْرقونَ النّاسَ جَهْرا
صارَ مَأْلوفاً أَسيرٌ ---- عُمْرَهُ أَفْناهُ أَسْرا
وَسَجينٌ دونَ جُرْمٍ ----وَدَمٌ قدْ راحَ هَدْرا
أَيُّ أحْداثٍ جِسامٍ --- هَوْلُها يَزْدادُ نُكْرا
فِتَنٌ قدْ أَعْقَبَتْها ----- نَكَباتٌ تِلْوَ أُخْرى
وَتَناهى الرُّزْءُ فيها ----كَهِلالٍ تَمَّ بَدْرا
أَيُّ ثَوراتِ شُعُوبٍ --- قُلِبَتْ فُوْضى وَشَرَّا
لُعْبَةٌ قدْ لّعِبَتْها ----دُوَلٌ تَنْضَحُ غَدْرا
لَيسَ ذا بالٍ لَدَيْهمْ --- أَنْ يُبادَ النَّاسُ طُرَّا
أَمْنُ إسْرائيْلَ فَرْضٌ --- أَمْرُهُ ما عادَ سِرَّا
زَمَنٌ قدْ سادَ فيهِ ----- لُكَعٌ يُدْعَى هِزَبْرا
زَمَنٌ صارَ غريباً ----- مَنْ عَنِ الصّدْقِ تَحَرّى
وَفَشا الكِذْبُ كَثيراً ----فَغَدا فَـنَّـاً وَشِعْرا
وَنِساءٌ لِفُجُورٍ -----كَشَفَتْ سَاقاً وَصَدْرا
عُرْيُها صارَ رُقِيَّاً ------لَمْ يَعُدْ إثْماً وَوِزْرا
دَوْلَةُ الرُّشْدِ عَلَيْها ----أَسْدَلَ التّاريخُ سِتْرا
كُلُّ رُشْدِ صارَ غَيّاً --- كُلُّ غَيٍّ صارَ بِرَّا
في فَسادٍ عَمَّ حَتّى ---أصْبَحَ الإفْسادُ فَخْرا
وَالضَّميرُ الحَيُّ أَضْحى ---مَاضِياً وَلَّى وَذِكْرى
لَيسَ للحُرِّ مكانٌ ---- إنْ أرادَ العَيْشَ حُرَّا
في حياةٍ قدْ تَبَدَّتْ ---- بِلِئامِ النّاسِ أَحرى
ضاقَ فيها العيشُ حَتّى -- كُلُّ يُسْرٍ صارَ عُسْرا
أصْبَحَ النَّاسُ سُكارى ---مِنْ شَرابٍ لَيسَ خَمْرا
وَتَمَنّى الموتَ ناسٌ ----وَرَأوْا فيهِ المَفَرَّا
كَمْ شَقِيٍّ زارَ قَبْراً --- وَتَمَنَّى القَبْرَ قَبْرا
مِنْ شَقاءٍ في حياةٍ ---- مُلِئَتْ ظُلْمَاً وَجَوْرا
تسونامي: المد البحري القوي
لُكَع : التافه الحقير
هِزَبْر: الأسد
المهندس خليل الدولة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق