سيد العاشقين

السبت، 23 أبريل 2016

لا تستسلم لاحزانك *****بقلم هبه سامي ابو صهيون

لا تستسلم لأحزانك
بقلم: هبة سامي أبو صهيون
************************************
رحم الله المنفلوطي حين قال: “إن العظيم عظيم في كل شيء حتى في أحزانه وآلامه”. لو سألني أحدهم كيف تكون العظمة مع الحزن و الألم و ما هي إلا الضعف؟ و هل تلتقي العظمة مع الضعف؟!
لقلت: نعم, يلتقيان عند العظماء الذين يجعلون من حزنهم و آلامهم وحياً لأعمالهم.
من يدري, لعل موزارت جعل من حزنه وحياً ليصوغ به أحد معزوفاته تحت ضوء القمر. و لعل الرافعي جعل من حزنه و آلامه وحياً لكتابة أوراق الورد, حديث القمر, رسائل الأحزان، و السحاب الأحمر.
إنهم العظماء الذين لايشكون آلامهم و أحزانهم للغير. إنهم العظماء من يعيشون لحظات قوتهم مع الناس بينما لا يعيشون لحظات ضعفهم إلا مع أنفسهم.
و لو تعلم أمة "لا إله إلا الله" أن فيها من معاني العظمة تلك الكثير في كلمة "الله أكبر". بل إنها لتزيد على تلك العظمة ضعفين. عندما لا يعيش المسلم لحظات ضعفه إلا مع خالقه الذي أوجد كل موجود. و الذي وحده المتصف بأنه من كل الموجودات تلك أكبر بما فيها النفس. فما أهونها على الله أن يُحيل شقاء النفس سعادة، بينما ما أعظمها على النفس أن تتخلص من شقاءها و حزنها دون إبداله فرحاً!
ألم يقل الله في كتابه العزيز: " إِنما أَمره إِذا أَراد شيئا أَن يقول له كُن فيكون".
فالمسلم الموقن لتلك الكلمة لا يشكي همه لمخلوق، بل يضعه بين يدي الخالق. لا يتذلل لأحد، و لا يستنجد أحد. بل يتذلل في ابتهاله و دعاءه للواحد الأحد.
نحن أمة عظمت ذات يوم بكلمة "الله اكبر" عندما علمت أن الله أكبر. و أمامه كل الأحزان و الآلام تصغر. و لو نجدد إيماننا بها لجددنا عظمتنا بين الأمم.
تعالوا على أحزانكم، ثوروا عليها، و أطلقوا أنفسكم من زنزانتها. روضوا أحزانكم لتكون قوتكم كالعظماء. لملموا أحزانكم و اقهروها بصبركم. و لتذرفوا للحزن دموعكم فرحا لانتصاركم. فانتصار العظماء ليس كأي انتصار!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق