سيد العاشقين

السبت، 30 أبريل 2016

جلب الاباء *******بقلم خليل الدوله

قصيدة (حلبُ الإباء) من البحر الوافر:
وواأسفى على حلبٍ ودهرٍ -------قَضينا في مغانيها تَولّى
وزرنا القلعةَ الشّهباءَ فيها --------وقد كانتْ لآسادٍ مَحلّا
بَنَوا للمجدِ فيها كلَّ صَرحٍ ---------وكانَ لهم بهِ القدحُ المُعلّى
بني حمدانَ قد بَلَغوا الثّريّا --------بسيفِ الدّولةِ المحمودِ فعلا
عليٍّ سيّدِ الأمراءِ طُرّاً ---------بفَضْلِ جهادِهِ الزّاكي الْمُحلّى
أميرٌ بَزَّ أقرانَ المعالي ----------بأخلاقٍ زَهَتْ كَرَماً ونُبْلا
ورَدّ جحافلاً للرّومِ عتها ----------وما نالوا مِنَ الأسلامِ نَيلا
وفي حلبٍ صلاحُ الدّينِ أرسى -----قواعدَ للتّمكّنِ ليسَ تَبلى
فليسَ لأمّةِ الأسلامِ عزٌّ --------سوى الأسلامِ تَشريعاً وفَصْلا
وليسَ لها لتَمكينٍ سبيلٌ ---------إذا لم تَرضَ بالأرواحِ بَذْلا
وليسَ لها لتَمكينٍ سبيلٌ ---------إذا ضنّتْ بِبَذلِ المالِ بُخْلا
ومِنْ حلبٍ لفَتحِ القدسِ نادى ------صلاحُ الدّينِ عزماً قد تَجلّى
فيا للعزمِ ليسَ لهُ نظيرٌ --------ولم تعرفْ لهُ العَزماتُ مِثلا
فجاءَ الفتحُ بعدَ اليأسِ مِنهُ -------وظنّهِمُ زمانُ الفَتحِ ولّى
وللتّاريخِ في حلبٍ فصولٌ -------سحابُ المَجدِ عنها ما اضْمَحلّا
رواها الدّهرُ قَرناً بعدَ قرنٍ -------مآثرُ لم تزلْ للفخرِ أهلا
ولكنْ سنّةُ القهّارِ تجري --------بنا وكفى بهِ حَكَماً وعَدْلا
وللأقدارِ من حلبٍ نصيبٌ -------فقد نَزلَ البلاءُ بها وحَلّا
رماها بالخُطوبِ وبالرّزايا -------طواغيتٌ أذاقوا الْشّامَ ويلا
نَسُوا للهِ حِكمتَهُ تعالى --------وظنّوا خَلْقَهُ عَبَثاً وهَزْلا
أهانُوا خَلْقَهُ واسْتَعْبدوهم -------وسامُوا عيشَهم خَسْفاً وذُلّا
طغاةٌ أنكروا للشّعبِ رأياً -------وأنّ لهم معَ الحُكّامِ قَولا
وممنوعٌ عليهم أنْ يقولوا -------على أقوالِهمْ في الرّدِّ كَلّا
فلمّا أمْعَنُوا الإذلالَ فيهم --------وصارَ العيشُ ممقوتاً مُمِلّا
ونادى الشّعبُ بالتّغييرِ حتماً ------لطاغٍ مُستَبدٍّ ليسَ إلّا
تَمادَوا في ضلالتِهم وظنّوا ------سبيلَ القمعِ والتّرهيبِ حَلّا
فصَبّوا جامَ غضبتِهم عليهم ------مجازرَ لم تَذَرْ شيخاً وطفلا
فَمِنهم مَنْ قضى رعباً وهَولا ----وَمِنهم مَنْ قضى حَرقاً وقَتلا
وقصفٍ طالَ كلَّ الشّامِ حِقداً -----وأحرقَ أرضَها جبلاً وسَهلا
جرائمُ أذهَلَتْ حتَى الأعادي ----فما سَمعوا بها في النّاسِ قَبلا
فخابَ الظّنُّ فيما أمّلوهُ -------وذاكَ الظّنُّ منهم كانَ جَهلا
فما شعبُ الشّأآمِ بمستكينٍ ------وإنْ جعلوهُ بالأتّونِ يَصلى
فليسَ لثائرٍ أبدا رجوعٌ -------وقد خاضَ الصّعابَ ولم يَملّا
وقد قاسى مِنَ الإهوالِ أمراً -----لَوَ انّ الهَولَ قاساهُ لَكَلّا
وما حلبٌ عليها من سبيلٍ ----فكمْ سَدّتْ بوجهِ الرّومِ سُبْلا
وما كانتْ وإنْ عَظُمَتْ خُطوبٌ --لِترضى أنْ تُباحُ وتُسْتَحَلّا
وليسَ لنجمِها أبداً أفُولٌ ------وكيفَ وقد على حلبٍ أطَلّا
فيا حلبَ الإباءِ إليكِ أهدي -----سلاماً مِنْ هواكِ العَذْبِ أحلى
المهندس خليل الدولة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق