سيد العاشقين

الخميس، 28 أبريل 2016

الصراع مع الأيام ... بقلم ///// خليل الدولة


قصيدة (الصراع مع الأيام) من البحر الوافر:
تراكَمَتِ الهمومُ على فؤادي --------وأنطَقَتِ الجمادَ مِنَ الجمادِ
وكيفَ ومُهجتي خارتْ قُواها -------وأضربَتِ العيونُ عنِ الرّقادِ
وتاريخي تمادى في المآسي --------فما الأحزانُ إلّا في ازْديادِ
وشِعري بعدَ أن كانَ انْطلاقاً --------يشيدُ بسحرِهِ كلُّ البلادِ
تفاهاتُ الحياةِ أتتْ عليهِ ---------كَسَيْلٍ جارفٍ غَمَرَ البوادي
وضلّتْ حكمتي وازْداد شكّي -------بِجَدْوى العقلِ في دنيا الفَسادِ
وعَهدي أنّني رَجُلٌ حكيمٌ --------وذو باعٍ طَويلٍ في الجهادِ
خَبِرْتُ الدّهرَ كَرّاً ثمَّ فَرّاً ---------وخُضْتُ غِمارَهُ قَدْرَ اجْتهادي
ليالٍ زادُها حُبٌّ ووَصْلٌ ----------وأخرى تَنقَضي مِنْ غيرِ زادِ
وأيّامٌ تَمُرُّ بنا خِفافاً ----------وأخرى دونَها خَرْطُ القَتادِ
وأيّامٌ يَصولُ الخيرُ فيها ----------يُمَهّدُ للورى سُبُلَ الرّشادِ
وأخرى يرتعُ الشّيطانُ فيها --------فلا تلقى لِشَرٍّ مِنْ كَسادِ
هيَ الأيّامُ تَطْحنُنا رَحاها --------فَتَسْحَقَنا كَذَرّاتِ الرّمادِ
وتمضي دونَ خَوفٍ مِنْ فَناءٍ -------ويأتينا المَعادُ على المَعادِ
وتَجهلُ ما نَرى حقّاً عليها --------مِنَ الذّكرى ومِنْ ثَوبِ الحِدادِ
فَليسَ لِذِكرِنا نَفْعٌ وكَسبٌ -------لها بعدَ التّنائي والبِعادِ
المهندس خليل الدولة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق