سيد العاشقين

الخميس، 23 فبراير 2017

الأطفال الضحية الأولى للطلاق بقلم: د.ذمسكينوس الأزرعي



الأطفال الضحية الأولى للطلاق
بقلم: د.ذمسكينوس الأزرعي
قد يلجأ الزوجان (للأسف) إلى الطلاق نتيجةً للمشاكل أو الظروف التي جعلت من حياتهم معاً أمراً مستحيلاً!!! ومما لا شك فيه أن الطلاق هو ليس بالأمر السهل على كِلا الطرفين بحيث يتأثر كِلاهما به بشكل مباشر وسلبي، ويكون الأمر أكثر صعوبة في حال كان عند الزوجين أطفال، فيكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضةً من غيرهم للتأثر النفسي والسلوكي، بحيث إنّ الطفل يحتاج إلى أسرة سليمة وغير مفكّكة حتى ينمو بالشكل السليم والصحّي، فما هو تأثير الطلاق على الأطفال؟
يتأثر جميع الأطفال بالحياة الأسرية التي يترعرعون فيها فيراقب الأطفال عن كثب العلاقة بين والديهم (حتى وإن كنا لا نشعر بذالك)، وعندما تكون هذه العلاقة غير مستقرة وفاقدة للحب ، يتسبب هذا في الكثير من الإرتباك وعدم الإستقرار لدى الأطفال.
يتسبّب الطلاق بالكثير من الشكوك لدى الأطفال، فيشكّون في أنفسهم وكثيراً ما يُحمّلون أنفسهم مسؤولية المشاكل التي تحدث بين آبائهم. ويكبرون وهم يعيشون في عقدة الإحساس بالذّنْب والمسؤولية عن انفصال والديهم، ويستمر ذلك معهم (في الكثير من الحالات) لفترة طويلة.
كما يُسبب الطلاق ضغوطات نفسية شديدة على الأطفال، فالتغيير من أكثر المخاوف التي تواجه الطفل في هذه المرحلة. ويتضمن هذا التغيير: تغيير المنزل، غرفة النوم وحتى الجيران والأصدقاء والخ... من التغيرات،فالطلاق يؤدي إلى تغيير حياتهم، مع تغيير في الروتين والعادات التي اعتادوا عليها. كل هذهِ التغييرات المفاجِئه تؤدي إلى الشعور بعدم الأمان والتشتُّت لدى هؤلاء الأطفال.
وكثيرون من أطفال الطلاق يعتقدون أنهم غير قادرون على إقامة علاقة جديّه طويلة المدى في حياتهم الشخصية، وبالتالي عندما يكبرون يمتنعون عن الزواج عموماً، حيث أظهرت الكثير من الإحصائيات أن الأطفال الذين تربوا في بيت مستقر أكثر قدرة على تكوين بيوت مستقرة. ويعيش أطفال الطلاق حتى سن البلوغ وهم يحاولون أن يكسبوا ودّ الأخرين ورضاهم. وقد يستمر هذا الشعور بداخلهم حتى سن الزواج خوفاً من أن يتخلى عنهم الأقربون أو شريك الحياة.
أحبائي؛
الطلاق له أثر كبير على شخصية الأطفال نفسياً واجتماعياً، حيث يعيشون بجروحهم العاطفية حتى سن البلوغ، كما يكونون أكثر عرضة للإكتئاب،الطلاق ليس بالشيء الهيّن عند الأطفال، فهو تجريد لهم من منازلهم، وعائلاتهم وآبائهم كما سبق في هذا النص ،كذالك يفقدهم الشعور بالإستقرار والمشكلة أنه غالباً ما نعتقد أن الأطفال أشد قوة وسيتغلّبون على الظروف الصعبة، ولكن عادةً هم لا يقدرون أن يفعلوا ذلك!!!
ما الحل؟
*يجب على الوالدين المطلّقين التحدث مع أطفالهما بشكل صريح، والتأكيد عليهم بأنّهم سيظلون يحبونهم مهما حصل، ويجب أن يهتم كلاهما بقضاء الوقت مع الأطفال وعدم الانشغال عنهم، والاهتمام برأيهم حول موضوع الطلاق مع محاولة تفسير الأسباب بشكل غير عدائي وبشكل مقنع. *عدم الإكثار من التغييرات في حياة الأطفال الأفضل أن يبقون في نفس البيت وأن يزورهم الطرف الآخر بشكل مُنتظم والجلوس معهم والتحدث عن مشاكلهم ورغباتهم، واتفاق الوالدين على كافة الأمور المتعلقة بأطفالهم سيجنّبهم العديد من المشاكل ويجعلهم يسيطرون على وضعهم، ويجب متابعة سلوك الأطفال بشكل دائم وتعديل السلوك السيئ بشكل فوري وبمساعدة كلا الوالدين.
أرجو من القارئ التمعّن بالكلمات التي كُتبت مع العلم بأنّها جزء بسيط من المشاكل التي تواجه الأطفال بعد انتهاء علاقة الأزواج ببعضهما . لذلك فليكن كل زوجين على حذر في علاقتهم الزوجية، وليفكروا جيدًا في حل مشاكلهم أولًا بأول، ويبعدوا التفكير بالطلاق حتى لا يصبح الهدف الذي يسير إليه الأزواج إذا ما أغلق طريق الحل في وجوههم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق