سيد العاشقين

الجمعة، 24 فبراير 2017

رشدي البشير يكتب ...

..............الباحثه عن الحب............قصه بقلم رشدى البشير.........

هى زهرة لم يعرف بستان لها مثيل...صوتها كروان نادر الالحان...خطواتها سندباديه...همساتها استثنائيه...عيونها مزيج من مياه البحر الهادئه وسماء الصيف الصافيه...كل من رآها هام فى هواها...وكل من سمعها اسرع كبرق الشتاء نحوها...وهى تسير بين دروب الفيس غير آبهه بأحد...انها تفتش عمن رسمه خيالها...وتصوره وجدانها...وخاطبه صوتها دون ان تراه او تعرفه...من تنظر نحوه يظن انه وقعت فى حبه فيهفو سريعا نحوها...يقدم لها نفسه على طبق من ذهب...تبتسم الجميله شاكره...تومأ براسها بدلال لايضاها فيتصور خياله المريض انها وقعت صريعة حبه.
_ هذا وسيم...هذا لبق...هذا يخطو كأنه هو...وهذا فارس فى اخلاقه...وهذا كريم فى صفاته...وهذا شاعر لايشق له غبار...وهذا مرهف الحس والوجدان...لكنهم ابدا ابدا ليسوا هو...انه وحده يجمع كل هذه الصفات واكثر..لكن يا ترى اين هو؟.
شهور طويله وهى تبحث عنه وتنقب...تفتش فى الوجوه وتدقق...تقرأ كل الحروف وتتمعن...تهدى هذا ورده...وتبادل هذا كلمه او ضحكه وهى ماتزال مشغوله ومهمومه فى رحلة بحثها الطويله عن حبيبها الذى صوره خيالها ورسمه...اهو خيال مريض يريد المستحيل...ام هو خيال واقعى يدرك بأحساسه الفريد ان هذا الحبيب كائن يعيش على الارض وانها ستلتقيه زات يوم.
وفى ليله لايمكن ان تنساها رأته بشحمه ولحمه يتهادى امامها...تركت كل شيئ وظلت ترقبه فى صمت...تتفحصه مليا ودون ان تبدو امامه حتى ايقنت انه هو من اعياها البحث عنه واشقاها.
لم تتردد ابدا وهى تلتقيه للمرة الاولى انه حديثها الصامت مع نفسها...انه عبيرها الذى كانت تتنسمه بادق مسامها...انه ريحانة قلبها وانشودة لحنها فهل تروقه هى ايضا كما راقها؟...كان هذا الامر يخيفها بجنون لكنه خوفا لم يدوم...هو ايضا هام بها حبا وشغفا جسور.
عاشا معا ايام لايمكن لقلم ان يصفها ولا لريشة فنان ان يرسمها...لكن متى دامت السعاده لاحد؟...انها قصيره كعمر الزهور...جن جنون من كانت تلاطفهم وتبحث عن حبيبها بينهم.
_ كيف تتركنا وتذهب اليه؟...كيف ترمينا كورقة زبلت قبل الخريف...كشمس غابت وقت الظهيره...ككقمر اختفى فى ليلة صيفيه وهو فى اوج تألقه.
_ لابد ان ننتقم.
انهالوا بالرسائل على حبيبها.
_ انها كانت تهيم فى حبى مثلك.
_ لا بل انا.
_ بل انا.
_ بل........
خارت قوى حبيبها واصابها الوهن..نعم نحن بشر.
_ كيف تحب هؤلاء جميعا؟...اذا انا ايضا مثلهم.
_ لا...انت غير كل هؤلاء...انت من دخل الفؤاد من اوسع الابواب...انت من كنت به احلم قبل ان اعرف للاحلام معنى...انت من كنت به اتغنى قبل ان اسمع فى الكون غناء...انت من كنت ارسمه فى خيالى بريشة قطعتها من اضلوعى وغمستها فى دمائى...اما هؤلاء جميعا فكانوا فقاعات صابون تراقصت للحظات امامى واختفت...تعالى يا حبيبى فانت وحدك من يسكن زاتى.
بح صوتها...شحب وجهها ولونها...ضاعت ضحكتها وتلاشت نظرتها...اختفى للابد ربيعها...ولم يعد يظهر فى ليلها قمرها ولاتسطع شمس نهارها...................................................رشدى البشير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق