أبتي
ها قد اشتعل الرأس شيبا
مازلت أحبو نحو آخر هذا الكتاب ...
كي أتلو للشيخ الوقور
قليلا من واقع الحرف السافر ...
لما يكبر الحزن في لغتي
أو تنمو جنبات الحروف
لغات القبيلة جوف القصيدة
لما تمضي على عجل
نحو أغنية المنفى
سطوة الكلمات
أنتقي في مداها أريج رؤاي ...
ما قلت للصمت في وحدتي تمدد ...
وما ألقيت عصاتي ..
حتى أرى الحبل
في غربتي يتبدد ...
كان في وسع
هذا الحلم أن يتجدد ..
أن أرى في ربوع القصيدة
بعضي يتعبد ...
مرت في لحظة أعوام الحصاد
( وزنوبيا ) تلك التي ألقت بظلال
تلابيبها على عرش هذه الأرض ...
ما زالت تعاند جيش ( النمرود ) ...
باحثة عن مجدها المتجدر
في عروش المنحدرات
تنحث من ثديها لغة أخرى
لاقتراف ما تبقى من الأمسيات ...
حتى ينمو في حضنها وهج الأمنيات ...
مر العام وامتدت
ظلال النخل الممشوق ...
لتسأل السماء عن آخر الكاسات
التي روت عطش الأحجيات ...
وعن آخر المناديل التي أرسلتها
أيادي العاشقين
نحو مدائن هذا التيه الرحيب ....
كان لقطرة هذا الغيث أن يبدد
وبعض السؤالات التي
أوتها المسافة عمق هذا الجدار ...
آه ... !! قطرة الماء ما رتلت نشيد الوفاء ..
وما غنت تلك القبرات
على وقع ما للبيادر من أغنيات ...
كلما عادت من فراغ الوقت يد الشعراء ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق