قصيدة : " على شفير الرّدى "
يا أيّها المترنّح في فيافي الأسى
تقبع خلف جدار القوافي الصمّاء
تشيد بيتا تسكنه فوضى الرّؤى
مسبل القلب
تقف على شفير الرّدى
شارد الفكر
تحتضن بكارة الوهم
كطير قُصّ جناحه
يقصّ صبابته للضّياء
أسير للظّنون مرتهن
يظعن عنك الفرح
ساعة أصيل غائم
ليختبئ في أكمام الدّجى
تذرف الحنين مددا
في الهزيع الأخير من شرودك
لا يرقد البدر في مهد أحلامك
والفجر يتيه عميقا في آلامـك
تعرّي ريحُ الشّوق صمتك
يميس الدّمع في مقلتيك أمدا
تصلبك الأوهام على عُرْيِ الأراجيز
وتَنْذِرُك للفح النّوى
فيخضلّ همسك ملحا
وينداح دمك علقما
ألمْ يَأْنِ لك أن ترفع صوتك بالغناء ؟
لا تَكُنْ كَمَنْ يمتصّ رحيق الحرف
و لا يثمل أبدا
ليس الحرف إلاّ نبض بمهجتك قد ثوى
يمدّ سرج النّور
من وراء برزخ لا يُرى
ما يزال في عينيك بريق الهوى
دفْق سحر لا يُتّقى.
فانثر حروفك نجوما
ومجازا فاتنا
ومساءات وواحة غنّاء..
بمـداد : محمّد الخذري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق