سيد العاشقين

السبت، 3 سبتمبر 2016

رئيس الوزرة بقلم الشاعر العراقي ابومهدي صالح




بمناسبة بداية الدوام الدراسي للمدارس (٢٠١٦-٢٠١٧)
رئيس الوزرة 
......................
ابومهدي صالح

في صباح الاحد 
مشى اليتيم لمدير التربية
لم يلتق به احد
وبقى خلف جدار التربية
جدارها المزخرف
ويمزج لونها بملابسه البالية
رأى معلم وبقربه مشرفة
فحكى بحياء وادب
معلمي معلمي
هل لي طلب لم يجبه أحد
انا يتيم منذ الصغر
ووالدي فلاح بارض يائسة
وبيتي بعيد عنه المدرسة
فقال : غدا يأتي من له أثر
وهذا خبر المشرفة
***
الغدُ الغد .. طال عليه الغد
أحلامة لاهثة
سريره التراب ليلته مقمرة
حاكى القمر : يا قمر من سياتي 
أوزير التربية 
يال حظ ماأجمله
غدا سأبني مدرسة
وتفرح أمي بها لانها مقدسة
***
في صباح غدا جاء مهرولا
رأى المدينة (مزروقة)
والناس حافات عليها واناس مرتزقة
فسأل : هل أتى يا سيدي وزير التربية
قال :نعم وجاء رئيسه ولجان منسقة
سيدي هل لوزير التربية فوقه احد
ابتسم واجاب اليتيم : نعم انه رئيس الوزرة
صفق فرحا وقفز 
وقال : يال سعدي
ياليت ابي يعلم بمن التقي
واي عظيم بجانبي
رحماك والدي قد صار الحظ صاحبي
***
تقدم اليتيم بحياء وادب
وسأل رئيس الوزرة :
ياسيدي انا يتيم من دون مدرسة
وابي فلاح وارضه عانسة
فقال : اكتبوا هدية بقرة
فنادى اليتيم : سيدي! سيديّ! المدرسة؟
فقال : اشطبوا بقرة , واكتبوا مكنسة 
كم عنيد هذا الفتى ما احقرة!
ماذا يريد بالمدرسة ؟
أيكون عالم او صاحب مرئسة؟
كلاهما هدف لكرسي رئيس الوزرة
اسجنوه وعذبوه حتى يقول اني بقرة ؟
***
خرج اليتيم من سجنه
يصفق ويصيح بأعلى صوته
كلا يارئيس الوزرة
انا لا اكون بقرة 
علمني السجن, السبورة جدرانه
واظافري تكتب لابي أحلامه
ان اكون لارضي شجرة
يفيء تحت ظلي كل البررة
لانفترق ابدا
حلمي بناء مدرسة ومدرسة ومدرسة
***

بعد ايام خرجت مظاهرة 
من دون شعور
انظم اليها اليتيم وانتظم 
دعو جميعا تطبيق امر اللافتة
صاحوا وصاح اليتيم معهم
مطالبنا اقرأها يا رئيس الوزرة
مكتوبة , مكتوبة ,مكتوبة ..في اللافتة
لاتنازل عن حقنا 
نموت وعيوننا صائتة 
نساء ورجال وكلنا
لم تجد افواه فينا صامتة
فاستجب كي نكون عقول ساكتة
****
خرج مندوب رئيس الوزرة
وقال : اخواننا اولادنا البررة
نفذْ كل شيء . فضوا المظاهرة
فرح ورقص ومن فرحه بكى
وقال ما اعدل رئيسنا
سيبني لنا مدرسة
وصاح باعلى صوته 
رحماك يابي سنبني مدرسة ومدرسة ومدرسة
***
قالوا له ماذا تريد ياولد
ألم تقرأ اللافتة
استحى وصمت
فقالوا له : هل ابوك مدير مدرسة
فقال : انا يتيم وابي في المقبرة
فقالوا : اذا أمك موظفة
فقال: فلاحة لم تر نور القلم
تعجبوا وقالوا له : لم انت معنا في المظاهرة
فقال تطبيق مافي اللافتة 
فقالوا ومابها اللافتة
فقال :بناء مدرسة 
صمتوا وانكسوا روؤسهم
وقال كبيرهم
هزمتنا ياولدي 
نحن موظفي النفط ما مكتوب بالافته
فقال : اتريدون للنفط مدرسة
فقالوا بحياء وخجل
كل موظف يريد زيادة راتبة
كل ما مكتوب بالافتة
***

جاء اليتيم لأمه منكسرا
يعرج طورا وطورا يستقم
مخنوق الكلام خشية بكاءه
توانى
وقال : أماه , هل من حقي انتقم
قالت : نحن عيال الله ياولدي
والله ((علم الانسان بالقلم))
ادعُ لأصلاح الرئيس رحمة
فالله يسمع من الرحيم كل الكلم
سنبني مدرسة لنا في بيتنا
سنكتب بها الله ربنا
اقلامها الدين
وحبرها اليقين
جدرانها الصبر
بابها النصر
تعليمها حريتي حريتي حريتي
***
حقا كم عنيد هذا الفتى
من غصن شجرة
صنع قلما كبيرا وفيه قذى
كالصليب حمله
وبين ثقل قلمه يرتج جسمه وهوى
راح بقرب التربية
وصاح احتج ورأى مظاهرة
فقال في نفسه لعلها مختلفة
سأسألهم 
من اي دائرة ؟
فقالوا : موضفي وزارة التربية
فقال في نفسه لعلها مزيفة 
فقالوا : معلمٌ مدرسٌ موظفٌ 
كلنا هنا منى ومزدلفة
سار معهم وصاح : المدرسة المدرسة المدرسة
حملوه معلمون وصاحو ا معه 
المدرسة 
المدرسة 
المدرسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق