شعر: خالد محمد عليوي المحمدي
( معزوفة الدمِ والكروب )
قد جاء يختطفُ القلوبْ
ويبث رعباً في الدروبْ
مازال يعزفُ في الظلامْ ..
معزوفةَ الدمِ والكروبْ
من كهفه المهجور ينطلقُ النداءْ
كي يستفيق لصوته .. جيشٌ من الأشباح يقتحمُ المساءْ
ويمدّ ليلاً موحشاً فوقَ الفضاءْ
فيفيض نهرٌ من دياجٍ ليلهُ ابتلعَ الغروبْ
إني أرى الأرواح تفنى .. بين أذرعه تذوبْ
إني أراها تستغيثْ ..
تفنى , وتبحث عن هروبْ
مُذ جاءنا حلَّ البلاءْ
لم ترتوي عيناهُ من لونِ الدماءْ
كم مزقت كفاهُ أجساداً وكم صنعت ذنوبْ
أيضلُ يقتلُ لايتوبْ ؟!
هذا سحابُ الموتِ .. قد غطى السماءْ
إني رأيتُ الليل يغتالُ الضياءْ
وتعاظمت فتنٌ تموجُ على دياجيها فتنْ
هو من أتانا بالحروب وبالتعاسةِ والمحنْ
مَن شرّدَ الألافَ بالتهجيرِ حتى .. طال ليلك يا زمنْ
وامتدت الآلامُ والأحزانُ واشتعلت حروبْ
من شؤمهِ من جُرمهِ هذا الذي عيناهُ غائرتانِ ينظرُ في الغيوبْ
بجيوشهِ السوداءُ قد دكَّ الحصونْ
هدمَ الحضارة والبلادَ ولطخَ الغدَ بالمنونْ
هذا المُدمِرُ .. من يكونْ؟!
هذا الذي مزجَ التدينَ بالمجونْ
قُل لي بربكَ من يكون؟!
إنّي سمعتُ دوي قصف الراجماتْ
يعلو فتزدحمُ المقابرُ بالأشاوسِ والأباةْ
ملئو المقابرَ والسجونْ
وتشابكت أجسادهم لتكونَ جسراَ للصغارِ إلى النجاةْ
كي ينجلي عن ليلهم ..
كابوسُ قصفِ الطائراتْ
ولكي يعودُ الفجرَ في أرضي وتبصره العيونْ
ولكي يعودُ لصبحهم ..
رقصُ السنابل في المروجِ الخضرهزتها الرياح الذارياتْ
وتعودُ أسرابُ الطيورِ لعوبةٌ فوقَ الحقولِ وبينَ أزهارِ الربيعِ الضاحكاتْ
أربيل
27/9/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق