سيد العاشقين

الأحد، 11 سبتمبر 2016

العيد / بقلم عادل شمالي




العيد / بقلم عادل شمالي
---------------
العيد
إن كان للعيد ان يأتي
فليختار الوقت والمكان
والظرف وطبيعة الإنسان
يختار حصان ابيض
أو فرس حمراء
يستطيع ان يأتي مع اسراب الحمام
أو بصحبة النسور على رائحة البخور
وربما يأتي على صوت صرير الرصاص
أو دوي المدافع.
او ربما يأتي يرقص على جثث الأطفال
في عصر صار الموت رخيصاً والدم ينزف
يباع بالجرار على الطرقات بأباخس الأثمان
وربما يأتي مع بائعات البغاء اللواتي تشبعنا
من فتاوى الرذيلة باسم الجهاد
يستطيع العيد ان يختار وما عاد الاختيار بالمحال
يستطيع أن يأتي، يمتطي المدمرات
أو يعتلي على ظهر الغواصات
يستطيع ان يأتي على أي وسيلة كانت
حتى على جمل أعرج أو ناقة عوراء
يأتي ثقيلا أو خفيفاً مازحاً او جدياً
لقد تفرغ العيد من طعمه الحلو ومن لون أيام زمان
اليوم ليس له طعمٌ ولا شكلٌ ولا مظهر
خلع ثياب إنسانيته وعفويته دون سابق إنذار
لن يعود العيد كما كان، ظله قدس، وروحه إيمان
تغلب التصنع على حقيقة مزاياه
وصار النفاق ثوبه المفضل
لبس عباءة التزييف والاستكبار
عاد حاضراً غائباً في الضمائر
يفرض وجوده، يتجاهله أهل الأرض
ممن تزوجوا القيم زواجاً سرمدياً
يحاربون وجوده ويقاطعونه
يرتدون قميص الليل يهربون منه
يعود العيد حاضراً غائبا
لا يحس الناس به
يحضر وحيداً ويذهب من حيث جاء
لا جاه ولا تقدير
يغرق في بحر الإحزان
11-9-2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق