بقلم / الأديب تحسين المعموري الموسوي /
قصة قصيرة / رجل صاحب حكمة/
تقدم رجل لخطبة فتاة فاشترط اهلها عليه ان يقول لهم مائة حكمة فأستغرب الخاطب
من طلبهم هذا وقال لهم ما سمعت بهذا من قبل ولما تشترطون علي ان اتيكم
بمائة حكمة والذي اعلمه اذا تقدم رجل لخطبة فتاة من اهلها طلبوا من الخاطب مهرا لها وبعد ان سمع اهل الفتاة
من هذا الخاطب ورفضه لشرطهم رفضوا طلبه لخطبة ابنتهم ثم بعد ذلك
تقدم رجل اخر لخطبة ابنتهم فاشترطوا عليه نفس الشرط وهو ان ياتيهم بمائة
حكمة فقال الخاطب وهو يحدث اهل الفتاة اعلموا ان الناس لا تتشابه بعقولها
وخير العقول هي التي سمعت وعقلت وان قدر المرء على قدر كلماته
كالذي قال الف كلمة وكأنه لم يقول فلا خير فيه ولا بكلماته وكم من قليل جاء
بخير كثير وكم من كثير ذهب فلم يبقي حتى بالقليل وان الحكمة عند اهلها كنز
عظيم وعند الجاهل كأنها شيئا يتيم واعلموا ان المرء له لسانان لسان فمه
ولسان قلبه فاما لسان الفم هو ما نسمعه منه واما لسان القلب هو مانراه من عمله
كالطيور نحن نسميها جميعها طيور فهل يتساوى العصفور الجميل الذي يزقزق
على اغصان الشجر فيطربنا فهل يتساوى مع النسر الجارح واعلموا ان الحكمة
تأتي على لسان العارفين فيحتكم بها كل ذو عقل رصين ثم توقف الخاطب عن كلامه
وهنا نظر والد الفتاة اليه وقال قبلتك زوجا لأبنتي وهذا خيرا لها ولنا فصدق
الذي قال ان القول يدل على القائل والفعل يدل على الفاعل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق