سيد العاشقين

الأحد، 10 يوليو 2016

أبو الطاهر علي محمد المهتار يكتب (( القرار المرير ))

))القرار المرير. ((
 
الشاعر والكاتب أبو الطاهر علي محمد المهتار

تشتاق نفسك لرؤية ثمار غوصي في بحار الصمت ،تطيلين الإنتظار ، فيخيفك غرقي الطويل ، تحاولين قراﺀة موجات السطح ، وتوشك الملامح الإفصاح عم يدور خلف ظلمات الكتمان ،

أرجوك اطوي حبال نظراتك الحيرى ،فإنها تلتهم هدوﺀي ،
أعرف أن خلف ظلوعك تلهث آلاف الأسئلة المقلقة.
لقد استهلكنا قدرا كبيرا من طاقاتنا ، في بناﺀ عشنا الجميل ومنزلنا والكوخ الصغير ،على أرضية الأحلام التي أوجدنا فيها القدر ،
نشأنا ، وكبرت آمالنا ، واصبحت تعتمد على قواها ،تحت إشرافنا ، وتحت رعاية السماﺀ ،.
ولكنني أمتشق عصا الإرتحال ،
فلا شيﺀ هنا يستعطف المكوث ، سوى طيبة السلاحف ، لكنها لا تعينني على درﺀ المخاطر ؛ بل تكتفي بإخفاﺀ رؤوسها تحت أغلفتها المتحجرة ،
النجم يرتقب ما أخطط له ، يستنشق همس بوحي الثمين ، ويتجرع معي مرارة الشهيق ،
تعب يمدني بعصي التأديب ، وهو يرسم من وهجه بوصلة الهداية ، العريقة. الأزلية ،.
مؤمنا بأنه لن يبعث سراج مرة أخرى ليضع تحت قدمه كل بقع السواد ، فعلينا أن نقتفي الأثر الذي خلفه للماضي والحاضر والآتي ،
فمدينته الفاضلة قبل مدينة إفلاطون الفاضلة ..

إنهضي ، ولا تخافي من قرار إرتحالنا من هنا. أو من مخاطر المجهول ،
فالذي أحمله مشعل يضيﺀ الدروب ، وفأس يهشم رؤوس الكلاب والوحوش المتفلتة من عقالات . القوانين.  الحميدة .
فلقد سئمت الحياة بالقرب من أدغال الحيوانات الناطقة ، والخرساﺀ
وهنا مللت أصوات الإفتراس الراكضة إلى أسماعنا ومحيطنا.
يستفزني إفتراسها لبعضها ، تحت شعار البقاﺀ للأقوى.
سئمت أذآن الديكة المتسخة الأرجل ، برياضة اللهو في قاذورات المعيشة ،
سئمت تفلسف البغبغاوات ، وخطب الثعالب ، وإبتسامات الذئاب ، وطيش القرود ،
سئمت وداعة النعاج ، و براﺀة الدواجن.
سئمت كل قوة تبطش بغير حق ، وكل حي يستكين بغير حق ،
أنا لا أمتهن الإفتراس ، وذلك ليس ضعف مني
ولكن لأنني إنسان ،
حتى وإن كنت أجيد فنون الدفاع ،
سأفضل الإرتحال ، وسأبحث عن العالم الأرقى ،
سأبحث عمن يشتري المنزل والكوخ الصغير ،
ولكن من سيشتريه إذا علم بأنه لن يحظى بحقوق الجوار

الشاعر والكاتب أبو الطاهر  علي محمد المهتار

......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق