سيد العاشقين

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

الرسالة الضاااائعة بقلم خليل الخليل





{{ الرسالة الضاااائعة }} ......
في زمن الرسائل الالكترونية..
تلك الرسائل الباردة..
المقتولة الاحساس..
كجسد ميت بلا روووووح ..
كم أشتاق الى قلمي وأوراقي ..
ومظاريف الرسائل ..
وطوابع البريد..
وزمن كان للبريد فيه فرحة ..
ولهفة الانتظار الجميل ....
فذات يوم..
كنت أجيد كتابة الرسائل إليك سيدتي ..
وأجيد لهفة إنتظار ردك على رسائلي ..
وكان عالمي كله متوقفا على رسالة عاشقة مني ..
تتبعها متشوقة رسالة منك !!..
ياااااااااااا الله ...
لعمري كم أشتاقُ الى ذلك اليوم ....
تُرى ؟ :
لماذا توقفنا عن كتابة الرسائل ؟..
.
ولماذا هجرنا البريد ..

وخذلنا لهفة الانتظار ؟..
ما الذي تغير بنا ؟..
ولماذا مات الحب مخنوقا..
بين صفحات اوراقنا المهجورة..
وأصبحت مشاعرنا معلبة ..
في علب الكمبيوتر والانترنت ؟....
وأعترف لقلبك سيدتي ..
ان رسائلي القديمة إليك كانت أجمل ..
ربما لأنها كانت أصدق ..
ربما لأنني كنت انزفها بحكم دهشة الحب ..
أما الآن..
فأنا اكتبها بحكم العادة ...
فلا تصدقيهم يا سيدتي ..
إن أخبروك أن أجمل الرسائل..
رسالة لم تُكتب بعد ..
فأجمل الرسائل ..
رسالة أحتضنت أحلامنا ..
وأروع الرسائل..
رسالة شهدت ميلاد أحاسيسنا ..
وأصدق الرسائل..
رسالة كُتبت بدموووع قلوبنا ....
تُرى ؟ :
هل فكرت يوما ..
ان تنزفي إحساسك على ورقة..
وتضعي الورقة في مظروف..
وتكتبي فوق المظروف..
عنوان رجل يهمك أمر قلبه..
وتتجهي نحو البحر ..
وتقذفي الرسالة في فم الامواج ..
وتعوووووودي ..
وفي داخلك إحساس متفائل ..
بأن الرسالة يوما ما ..
ستصل إليه ؟؟؟....
انا فعلتها ذات جنووون يا سيدتي ..
.
جمعت احاسيسي في ورقة ..

وأهديت البحر أجمل رسائلي إليك ..
فربما جف البحر ذات يوم ..
وتم العثور على رسالة صادقة ..
قاومت غدر الماء ..
ووصلك نبأ رسالة ..
نزفها للبحر عاشق مجنون..
كان في حالة عشق مجنوووون ....
عُذراااا سيدتي :
هل صدقت الفقرة السابقة ؟..
لا أظنك تملكين الجنون الذي يساعدك على تصديق ما سبق ..
دعيني أُحدثُك عن شيء..
عن ذلك الطفل الجميل الذي انجبته منك خيالا..
وخبأته في دفتر أحلامي ..
بالأمس سمعت صوته ..
خٌيل إلي انه يناديني ..
خُيل إلي انه يصرخ في وجهي قائلا :
أصبح حجمي أكبر من الدفتر ...
فمتى سيُطلق سراحي ؟....
وأعلم انك لن تصدقي الفقرة السابقة ايضا ..
فلا يصدق الألم سوى من يقترب منه..
ويعيش فيه ..
ويتجول تحت اسواره ..
ويغفو فوق طرقاته ...
وأعلم أن بينك وبين الألم ..
علاقة مقطوعة منذ زمن ....
دعك من هذياني وجنوني سيدة حزني..
وأخبريني :
ما أخبار عقلك ؟..
ما أخبار قلبك ؟..
ما أخبار حكاياتك ؟..
ما أخبار ابطالك ؟..
ما أخبار نزواتك ؟..
ما أخبار عدد عشاقك ؟..
كم تبقى من مساحتي بك ؟؟؟؟...
سيدتي :
هل ما زلت تذكريني ؟؟؟....
هذا أنا ..
الرجل الذي منحك الحب بلا حدود ..
ومنحتيه الألم بلا حدود ..
أعذريني ..
فلم يكن بحوزتي سواه ....
وهل تعلمي ؟..
قبلك كتبت عن الحب ولم أتذوقه ..
معك تذوقت الحب ولم اكتبه ..
بعدك .. فقدت الاثنين ...
الحب والكتابة ....
فماذا أكتبُ إليك يا سيدتي ..
وحزني أكبر من الحرف ..
وأنت وطني الذي أحن إليه ..
وأعلم أنه لا حق لي به ؟....
أنت وطني الذي شهد ميلاد قلبي الحقيقي..
وخطوتُ في أعماقه خطواتي الاولى نحو الحياة ..
ونطقتُ أمامه أول حروف الحب..
وتعلمت به أول دروس الحب الحقيقي..
وتنفستُ هواءهُ ..
وعشقت ترابه..
وأحببت بحاره..
وأيقنتُ استحالة الحياة بعيدا عنه ....
فأوراقي الرسمية ..
لا تنسبُني إليك.
وأوراقك الرسمية ..
لا تنسبُك الي ..
وحقائب أحلامنا..
مليئة بأوراقنا العاطفية..
وأوراقنا العاطفية ..
لا يعترف بها الواااااقع ..
فأين نذهب بإحساسنا الآن ؟..
وكل الاماكن ترفض وجودنا معا ..
حتى خيالك ..
حتى خيالي ....
تُرى ؟ :
كم تبقى من عمر حلمنا النابض وهنا على وهن ..
كي نستمر في الحب ؟..
وكم تبقى من عمر حبنا ..
كي نستمر في الحلم ؟..
وكم تبقى من عمرك كي تغيبي ؟..
وكم تبقى من عمري كي أنتظرك ؟....
فكلما طرقت باب ذاكرتي..
شدني إليك حنين مؤلم ..
وأنا رجل أستقبل الحنين برعب ..
تُرى ؟ :
لماذا جاءت بك الاقدار الى عالمي ..
ما دامت لن تمنحني فرصة الحياة معك ....
فبالأمس..
سرتُ وحدي في محاولة حمقاء..
للفرار منك ..ومني ..
وكثيرا ما اسير وحدي انا ..
فأبحث عن مكان لا يعرفك ..
وزمن لا يأتي بك ..
فإذ بكل الاماكن تذكرك ..
وتنادي بصوت الحنين عليك..
واذ بكل الازمان لا تأتي إليّ ..
إلاّ بك....
فلماذا يا سيدتي ؟ ..
لا يذكر المكان ..
إلاّ أنت ؟..
ولماذا لا يأتي الزمان إلاّ ...
بك أنت ؟..
ولماذا حين أفرُ منك ...
لا أفرُ ..
إلاّ إليك وحدك ؟..
وهل حقا هناك كائنات فوق الأرض ...
سواك ؟....
ولماذا أنت جرح لاااااااا يبرأ ..
وكل الجروووح تبرأ ؟..
ولماذا أنت حزن لاااااااا ينتهي ..
وكل الأحزاااان تنتهي ؟..
ولماذا أنت حلم لاااااااا يتحقق ..
وكل الاحلام سواااك تتحقق ؟..
ولماذا أنت صدفة لاااااااا تتكرر ..
وكل الصدف تتكرر ؟....
فهل تجيد الجراااح الجري خلفنا ؟..
كما نجيد السعي خلفها ؟..
وهل تمتلك الذكرى..
قدرة البقاء بنا ؟..
كما نملك..
قدرة البقاء فيها ؟..
وهل تخشى الاوطان ان تغادرنا..
كما نخشى ان نغادرها ؟..
وهل الرسائل ..
جزء من حزننا الذي لا يغادرنا ؟..
وما مقدار ألم أولئك الذين ينزفون أحزانهم ..
وأحلامهم..
فوق الورق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....
لان شمس الواقع لا تشرق عليهم..
عفوا سيدتي !!..
كان يجب ان أتساءل :
ما مقدار وحجم ألم..
أولئك الذين لا يجيدون نزف احزانهم فوق الورق ؟..
فهم الأكثر عرضة للأختناق ..
وهم الأشد عرضة للأحتراق ..
وهم الفريسة الأسهل للحزن..
ورعبه ..
ولتفاصيله المريرة ...
وأنا كنتُ رجلآ يعشق إختراع الرسائل.. ..
لم أكن أكتبها لك..
بل كنت ارسمها ..
ألونها ..
أزينها ..
اضخمها بالاحساس ..
اختمها برحيق الشوق..
وأزفها إليك في كامل زينتها.
كعروووووس في ليلة عمرها..
تُرى ؟ :
كم بلغ عدد رسائلي إليك ؟..
وهل وصلتك في وقتها وزمانها ؟..
ام انها تاهت في طريق الايام..
وضياع لحظاتها ..
وتلاشي دهشتها..
وذبوووووول ذهولها..
او ان سيف الانتظار خانها..
فلفظت انفاسها فوق قارعة البريد ..
ولم تصلك ؟....
سيدتي :
شكرا لكل رسالة..
حملت يوما إحساسي الصادق إليك .......................................
وبعد ان ارعبنا الواقع :
لاااااااااااا تهجروا صناديق البريد ..
وتفننوا في كتابة الرسائل ..
فالرسالة ..
صوتكم الصادق إليهم ....
والرسالة..
ليست مجرد حروف وكلمات...
الرسالة قد تكون احساسا..
والرسالة قد تكون وطنا..
والرسالة قد تكون املا..
والرسالة قد تكون حلما..
والرسالة..
قد تكووووووووووون..
عمراااااااااااااااااا .. باكمله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق