سيد العاشقين

الأربعاء، 27 يوليو 2016

البحث عن " رسول " الدكتورة / إكرام عمارة للحلم بقية *عاطف عز الدين عبد الفتاح

البحث عن " رسول "
قراءة نقدية في ديوان 
" للحلم ... بقية "
للشاعرة المصرية الدكتورة / إكرام عمارة
الناقد الأدبي المصري / عاطف عز الدين عبد الفتاح
هذه قراءة نقدية لديوان " للحلم ... بقية " للشاعرة المصرية الدكتورة / إكرام عمارة
عنوان الديوان :
العنوان هو عتبة النص كما يقول أستاذنا الناقد الدكتور محمد عبد المطلب ، وعنوان الديوان هو : " للحلم ... بقية " و " الحلم " هنا بضم الحاء وهو ما يراه النائمون ، ويستخدمه الفنانون بديلا عن الأمل ، وهذا العنوان " للحلم ... بقية " ؛ يجعلنا كنقاد متخصصين أمام حلم لم يكتمل و تشير الشاعرة من خلاله إلي كل الإحباطات التى يواجهها العاشقون في منعطف الهوى والغرام ، ومن هنا فإن الشاعرة _ من خلال عنوان الديوان _ تتعاطف مع كل تجارب الحب الفاشلة أو غير المكتملة ، ولذلك جاءت لفظة " بقية " في عنوان الديوان لتعطي بعض الأمل في النجاح لتكتمل بقية الأحلام بنهاية سعيدة لكل العاشقين !
قصيدة ( أين رسولي،،،،،، إليك؟ ) :
يشير عنوان القصيدة إلى إشتياق الشاعرة لمحبوبها من خلال سؤالها عن رسولها إليه . 
تقول الشاعرة في مفتتح القصيدة :
( أين رسولي،،،،،، إليك؟ 
بات،،،،، قلبك،،،، ربعا خاليا 
يهذي بين العاشقين حزينا 
ضقت ذرعا لهجرك قلبي 
ألم تطو إليه الليالي ساعيا؟ 
ألم يكن لك صفيا لا يبالي؟!
إليك رحلت جوارحي تماديا 
فياأسفا لعين جادت دموعا )
تستخدم الشاعرة ضمير المخاطب لتخاطب قلبها ، وتسأله عن " رسولها " إليه ، و " الرسول " هنا هو ( الحب ) الذي تكنّه لمحبوبها ؛ مما يجعلنا نتذكر " كيوبيد " _ في الميثولوجيا الإغريقية _ حاملا سهمه ليرشقه في قلب المحبين ، فتخبر الشاعرة / الحبيبة قلبها بأنّه بات " ربعا خاليا " أي أن الشاعرة تفتقد المحبوب الذي يبادلها الحب.
أما تعبير الشاعرة ( يهذي بين العاشقين حزينا ) يجعلنا أمام حالة هذيان ، والهذيان في القصائد الرومانسية هو حالة من حالات الحب العذري ، ونحن كقراء نتصور حالة الشخص الذي يهذي لكونه لا يستطيع أن يسيطر على عقله إذ يتحكم " كيوبيد " في العقل الباطن للمحبين فنراهم يتكلمون كلاما غير مفهوم لذا اقترن الهذيان بالحزن !.
تلوم الشاعرة / العاشقة قلبها لأنها ما زالت تحن إلى المحبوب الذي يجعلها تسهر الليالي ، ومن ثم تساْل قلبها عن حال المحبوب المتغير ، الذي كانت تعيش معه في صفاء ووئام ثم أصبح لا يبدي إهتماما بها ؛ رغم أنها انصاعت له تنفيذا لأحكام قلبها ، فتشعر بالأسف على الدموع التي ذرفتها شوقا للمحبوب !
تختتم الشاعرة هذه القصيدة فتقول :
( لاأندم،،،،، على،،،،، ماكان،،،، مني 
فللعشق،،،،،، عهد،،،،، يبغيه الآمل 
ياساعة،،،، الدهر،،،،،، حيني 
الله أعلم،،،، بنفس،،،، القائل 
باليأس منك، بئس المهرب 
عجبت لزمن، زمن حب جائل )
في قاموس لسان العرب لابن منظور : 
( جائل : زائل عن مكانه )
لا تشعر الشاعرة بالندم على حبّها للمحبوب بعد أن عاهدت نفسها في محراب العشق عهدا لا يمكنها أن تتبرأ منه حتى آخر نفس لها ، فترفع يديها سائلة الله تعالى أن يرحمها لما تتعرض له من شقاء ، إذ لا مهرب من المصير المحتوم ، وتتعجب من زمانها الذي يتغنى بالحب إذ هو زمن الحب الزائل ، أي أن الحب في هذا الزمن لا وجود له ، وذلك من واقع تجربتها العاطفية مع المحبوب .
والشاعرة المصرية الدكتورة إكرام عمارة من خلال قصيدتها ( أين رسولي،،،،،، إليك؟ ) تقدم لنا درسا تعليميا في فن كتابة القصيدة ، إذ عبّرت الشاعرة عن تجربتها في قصيدتها دون جمل انشائية أو اللجوء إلى الوعظ كما تبيّن لنا في هذه القصيدة التي تذخر بالأساليب البلاغية مثل النفي والنداء والاستفهام والتوكيد والتشبيه والجمل الاعتراضية ؛ وهى الحليّ التي زادت القصيدة جمالا و اكتمالا !
إن ديوان " للحلم ... بقية " للشاعرة المصرية الدكتورة / إكرام عمارة يقدم لنا شاعرة متميزة ، ونحن في هذه الدراسة النقدية نأمل أن ينتبه نقادنا المتخصصون إلى هذا الديوان ؛ حتى ( يكتمل الحلم ) !
الناقد الأدبي المصري / عاطف عز الدين عبد الفتاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق