سيد العاشقين

الثلاثاء، 3 مايو 2016

في رثاء حلب والعرب اجمع بقلم رشيدة الحمصي


في رثاء حلب و العرب أجمع 
بقلمي (رشيدة الحمصي)

الشام أئصف جنة أم أنهار، أئصف بستان أم أصف أزهار. أم أصف الحزن الذي أصبح ساكن الأعماق . من أي وادي و أي نهر أتحدث. لا لون له أصبح بل فاض بدماء سائل يجري من قلب كل ثائر . ثرنا طالبين العدل ،و نسينا أن العدل مات معا عمر . فمن أين نطلب الإنصاف ؟ وكل شعب في همه منزاح . أين الفة العرب و أين راية الإسلام . أتلونت بالدماء مثل ما صار لون الياسمين. أم أنتهي به المطاف لتكون مجرد كلمات في كتب الدين . اليوم أصبحنا تائهين ما بين بحور السنين .غارقين لا نري أمامنا شاطئ و لا بر نرسي عليه .ننادي صرخا النجدة يا أشقاء الرحمة الإغاثة يا الله .من أين نذهب إلي من نتحدث فقد تلونت أزهارنا بدمائنا و أفلاذ أكبدنا ذهبوا و صارو تحت أنقادنا . متي ترفع الغمة من علي أعيننا متي ؟! إلي متي فهذا كل حال أمة فينا وحدة تبكي ،و الأخري تعقد أحتفالات لتشبع بها رغبات الظالمين . فنحن أمم مقسمة لا نفهم معني الوحدة و لا نريد إليها سبيلا . فكيف تأتي الوحدة و كل حزب فرح بما لديه من غنائم ليست من صنع يديه ولكن نحن غافلين . فقد وزع الدم و بيع في أسواق الغرب هلم يا كل من تريد أن تروي ظمأك هلم دم عربي . هلم ،هلم بكل أشكاله مصري ،سوري ،ليبي ،تونسي، عراقي، فأني منذ سنين قدمت و بعت الدم الفليسطيني . و الأن حضرت فقد نجحت ضحكت عليهم و سخرت من عروبتهم . دخلت عليهم و فرقت أتخذت الدين شعار و نجحت . نجحت في التمزيق و فرقت الشمل ، فرقت بين الأخوة قطعت أطرف الوصال. سرقت ضحكة كل الأطفال هدمت عليهم المنازل . و أسقطت علي الشيوخ الجوامع و رملت النساء و قتلت الشباب . أنظروا خربت الأوطان و فرقت الأديان وأنا ما زالت بينكم أضحك و تبكون فأنا شاعر مجنون أحب أن أنشد قصائدي بين الحكام ليضحكون . و أنتم تنامو باكون ، فأناذلك الذي سلط عليكم أنتم عني خفئون فأناباقي ليوم البعث . أنظر إلي أعمالي من قديم الأزل يخلدها التاريخ و الفاعلون هم المسلمون. ففسدت الشام بأيدي المسلمين، و فسد المقدس بأيدي المسلمين. فمن الأفضل أن تبقوا هكذا غارقين في الثبات ساكنين .فتحيا لكل العرب الذين أمضوا لياليهم غارقين في النعيم و تاركين أخوانهم أفعل فيهم ما أريد .فشكرا يا عرب علي بيع كلمة العروبة بين قبائل المشركين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق