هل
هذا
زمان
غريب
فِي كُلِّ مَكَانٍ أَذْهَبُ إِلَيْهِ أَحْتَارْ
وَأَسَالَ نَفْسِي دَائِمًا مَاذَا أَخْتَارْ
هَلْ أَعِيشُ كَمَا يَعِيشُ النَّاسُ هَــذَا الزَّمَانْ
أَمْ أَغِيبُ عَنْهُمْ وَأَرْتَدُّ بِقَلْبِي إِلَيَّ زَمَانٍ كَانْ
زَمَانٌ كَانَ فِيهِ الحُبُّ يَمْشِي أَمَامَ العُيُونِ فِي الطَّرِيقِ
وَالعُيُونُ لَا تخطىء أبداً الإِخْلَاصُ فِي عُيُونِ الحَبِيبِ
وَكَانَ الغَدْرُ مَازَالَ طِفْلًا رَضِيعًا لَمْ يَكْبُرْ بَعْدْ
والخيانه فِي الحُبِّ لَا تَقْتَرِبُ أَبَدًا مِنْ أَيِّ بَيْتْ
الحُبُّ وَإِنْ كَانَ أَبْيَضَ وَأَسْوَدَ بِغَيْرِ أَلْوَانْ
إِلَّا أَنَّـهُ كَانَ حُبًّا بِطَعْمِ الإِخْلَاصِ وَالأَمَانْ
وَجَاءَتْ أَيَّامٌ تَغَيَّرَ فيها الحب وَأَصْبَحَ بِالأَلْوَانِ
كُلٌّ شئ الأن أَصْبَحَ أَلْوَانٌ وَلَكِنَّهُ بِلَا أَيَّةُ بَيَانِ
الحُبُّ أَصْبَحَ يُبَاعُ عَلَــــى الأَرْصِفَةِ كَمَا اللَّيْمُونْ
وَيَتَنَاوَلُهُ النَّاسُ وَيَعْصِرُونَهُ وَالبَاقِي عَلَيْهُمْ يَهُونْ
وَأَصْبَحَتْ المَلَابِسُ جَمِيلَةً وَتَتَعَطَّرُ بِأَجْمَـلِ العُطُورْ
وَلَكِنْ أَغْلَبُهَا بِلَا حَيَاةٍ كَأَنَّهُنَّ عَارِضَاتٌ كا لمسحورْ
مِثْلَ الَّتِي فِي فترينات العَرْضُ وَلَهُنَّ عُيُونٌ زُجَاجِيَّةْ
لَا يَظْهَرُ مِنْهَا وَفَـــاءً وَلَا حَيَاةً لِأَنَّهَا عُيُونٌ كَأَنَّهَا حَلَّيْهْ
وَاضِعُ أُذْنِي عَلَى صَدَّرُوهُنْ لِأَسْمَعَ دِقَّاتِ قَلْبْ
فَأَجَدُّهُ فِي الأَغْلَبِ لَا يَدُقُّ فَهُوَ لَا يَعْــرِفُ الحُبْ
وَالمُذْهِلُ أَنَّ أَغْلَبَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِـــــي هَذَا سَوَاءْ
يَتَبَادَلَانِ أَجْمَلُ كَلِمَاتِ الحُبِّ وَفِي الحَقِيقَةِ هُمَا غُرَبَاءْ
وَأَقُولُ زَمَنٌ بِلَا قُلُوبٍ هُوَ زَمَنٌ عَنِّي غَرِيبْ
فَأَنَا لَا أَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِلَا صِدْقٍ وَبِلَا حَبِيبْ
أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق