سيد العاشقين

الأحد، 22 مايو 2016

عبيد و أسياد . بقلم . أحمد النحراوى

" عــبِــيَــدُ وَأَسَــيَـــادُ’’ 
وكذا الكونُ عبيدا وأسيادا ...
والزادُ فيهِ ثريدا وفُتاتا..
فمَنّ حظّىَ عُلُوا لهُ الثريدا..
ومنّ حظّىَ سُفُولا لهُ الفُتاتا..
وكُلُ فى المهدِ سَواءُ..
فالملَك قابِضُ والمَصيرُ فناءُ..
فلامنأىَ مِن قضاءِ..
ولاجَدوىَ مِن رَجاءِ..
والبرِيةُ بِحضَرةِ البارىءِ عَراءُ..
والعَواقِبُ بين رغدِ وشَقاءِ..
فَكَم ّمِن الخُطبِ العَصماء ..
صَاغها لِئامُ مِن الغَوغَاءِ...
وكَمّ مِن الألسُنِ الفُصَحاء..
بكَمها جُهالُ مِن الجُهلاءِ..
وكَمّ مِن بَراءةِ عَذَراء..
دَهمها أراذِلُ مِن السُفهاءِ..
وَكَمّ مِن أحَبارٍ نُجباء..
قَهَرها جَحافِلُ مِن البُلهاءِ..
وَكَمّ مِن غوانِ فُجَارا..
تَندر بِهِمُ أكابِرُ أقَوَاما..
وَكَمّ مِن أناسىّ أخَيَارا..
تأفَفَ لَهُمُ دَواعِرُ أقَزَاما..
وَبِثَوابِتِ الكَونِ كَائِنُ..
أنّ لِلضَيمِ إجَتِثاثا..
وَبِرسَائِلِ الوَحىِ دَامِغُ ..
أنّ لِلصَبَرِ إحَتِسابا..
وبِطَبائِعِ البَشرِ سَائِدُ..
أنّ لِلحُلمِ إنَتِفاضا..
إن هوىَ لِلعَدلِ إحَتِكاما..
وإن بات لِلردى إحَتِداما...
وكذا طال لِلكَرى إمَتِدادا..
وكذا حَاقَ بِالنُفوسِ إحَتِقَانا..
وأربَابُ السوءِ والرُويبِضة كُلُ..
إسَتشَرتَ المَهَالِكُ مِن صَنيعِ مَكائِدِهِم..
واخَتَلجَتَ الفَرائِصُ مِن بَغيضِ مَاّرِبِهِم..
وتَراقَصتَ الغَوازِى لِربيعِ مَزاعِمِهم..
وجُموحُ الذِئابِ ضَجتَ بِها المَكَابِحُ..
وصِراخُ الشِيَاهِ أنّتَ لها المَدَامِعُ..
وزَمَاجِرُ الضِبَاعِ أجّتَ بِها الجَوارِحُ..
ونُعَاقُ الأغَرُبِ عَبَستَ لهُ الخَوالِجُ..
إذ شَاع الضَجيجُ ..
أُطَبِقت لهُ النَواجِزُ..
وهَدَائِلُ الحَمَائِمُ نَوائِحُ..
إذ دَهمتَ أسَرابه جَوارِحُ..
والكونُ الشَاسِعُ الصَاخِبُ بَراءُ..
مِن أهَوالِ إنسٍ أرَاذِلِ..
حَبُثتَ سيماهُم .. وسَمتَ بِهِمُ المكارِهُ..
وأسَكبتَ السماءُ غيثها..
هُطُولُ غَارِقُ هَادِرُ..
وماذاك غيثُ إنّما ..
ذلك دَمعُ مُتَحسِرُ..
واسَتَطارتَ الأرَضُ مِن وَبالِ دوابِها..
كالمَراجِلِ على مَواقِدها..
أجَج اللهيبُ مَراقِدها..
وباتَ الكونُ يَنتحِبُ..
لِمشَارِفِ الفَناءِ يَقترِبُ..
وشواهِدُ الردى جامِحَةُ..
وملذاتُ الكرى غارِقَةُ..

شــعـــر..." أحــمــد النـحـراوى "



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق