سيد العاشقين

الاثنين، 22 أغسطس 2016

فصل الخطاب * يحيى محمد سمونة


[2] فصل الخطاب
صفحة من كتابي: [نظرية النطق]
بقلم: يحيى محمد سمونة
العلم: هو الإخبار عن صيرورة الأشياء في الوجود كله
المعرفة: هي حصيلة الأبحاث و الدراسات والاختبارات و التجارب المعملية و الحقلية و المخبرية التي أجريت على أي شيء في الوجود 
الفكر: هي محاولة الإنسان العاقل استنباط العلاقة الكائنة بين علمه بالشيء و معرفته به و ذلك على سبيل توظيف نتائج استنباطاته في عملية نهضوية ارتقائية حضارية غايتها تعزيز رفاهية الإنسان و إسعاده.
فالعلم يخبرنا [على سبيل المثال] أن الموت إنما هو انتهاء الأجل و أ نه ماض في الوجود بعلم الله و بعدله و حكمته - جل و علا -
و المعرفة تقول [جراء بحث و دراسة] أن الموت إنما هو توقف القلب أو الدماغ عن القيام بالوظيفة المنوطة بهما
و عليه فإن فكر الإنسان العاقل الذي يطلب لنفسه أمنا و سعادة تشغله في هذه النقطة بالذات ــ أي مسألة الموت ــ كيفية التوافق و التوفيق بين العلم و المعرفة، فإن هو ــ أي الإنسان العاقل ــ أخذ بالمعرفة دون العلم فقد اختل عنده التوازن و السلوك و غدا يحذر و يحاذر و يتجنب مسألة توقف القلب أو الدماغ عن العمل!! و لكن دون جدوى ذلك أن الأجل المحتوم لا مرد له، و إنما بحسب المرء ها هنا أن يبرمج لأمره و سلوكه بما يضمن له سعادة و هناءة عيش على أساس ضمانة المستقبل و ليس الخوف و الحذر من المستقبل!
أيها الأحباب:
في مسألة ضمانة المستقبل و كيفية تحقيق ذلك! كنت في منشورات سلفت قد ذكرت لكم قاعدة أصولية لا مندوحة عنها، تقول: إن الله تعالى له في حياة الإنسان العاقل أوامر تكوينية و أخرى تشريعية فإن أطاع المرء أوامر الله التشريعية فإن الله تعالى يسخر له ــ أي للمرء ــ الأوامر التكوينية !! فيغدو على أساس من ذلك لا يقلقه شيء في الوجود على الإطلاق !! و كيف يقلق المرء و هو على يقين بأن الأشياء الكونية كلها تمضي و تسير بإذن الله تعالى في صالحه ؟! 
و طبعا فإن مسألة الوصول إلى هذه المرحلة في حياة المرء لا تتطلب كثير عمل !! بل: بصدق و إخلاص و سعي حثيث عن فهم و وعي و دراية و تدبر للأوامر التشريعية بعيدا عن غلو و مغالاة و بعيدا عن تفسيرات مشحونة بكذب و دجل و شعوذة و افتراء على الله 
والآن يمكن القول أن حضارة الإنسان تقوم علم ومعرفة معا، وأن العلم يمثله الدين، وأن المعرفة تمثلها العلمانية في تنظيم حياة الأفراد والمجتمعات
وكتب: يحيى محمد سمونة. حلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق